إعلان أعلى الموضوع


 

رفاه حسن

من المعروف ان دور المرأة في أي مجال يكون تحت المجهر وموضع تحليل دائم لما تواجهه المرأة من تحديات وصعوبات في سبيل اثبات قدراتها ودورها الفاعل في مجال معين وهذا هو حالها في مجالات التكنولوجيا المختلفة وهي اليوم في سباق مستمر مع هذا المجال شديد المنافسة والتطوير الدائم فضلا عن القيود الاجتماعية والتقاليد والأعراف التي في اغلب الأحيان تجعل من حياة المرأة أصعب خصوصا في بلداننا العربية.

ولكن السؤال الحقيقي هو هل المرأة خضعت لهذه المحددات؟ يمكن القول وبكل فخر لا. فالإنسان بطبيعة الحال يصبح أكثر ابداعا وابتكارا كلما كانت الظروف أصعب. ومن هذا المنطلق نجد ان لدينا الكثير من القصص النسائية الملهمة في مجالات التكنولوجيا المختلفة ومنها قصة ام ورئيس قسم وصاحبة عمل تطوعي في مجال تعليم البرمجة للأطفال وهي الغنية عن التعريف الدكتورة نادية علي رئيس قسم تقنيات انظمة الحاسوب في المعهد التقني العمارة - الجامعة التقنية الجنوبية، ام لثلاث اولاد اكبرهم سيبدأ مشواره الجامعي خلال العام الدراسي الحالي وهي فضلا عن ذلك الشريك الاقليمي لمؤسسة الرازبيري باي في العراق لنوادي البرمجة.

حصلت دكتورة نادية على شهادة الدكتوراه من احدى الجامعات البريطانية وعندما عادت من رحلة الابتعاث الدراسي قررت ان تنقل تجربة نوادي البرمجة التي تطوعت للعمل عليها في بريطانيا الى العراق وفي ميسان تحديدا تم افتتاح اول نادي للبرمجة في العراق ومن ثم تم افتتاح احد عشر فرعا لنوادي البرمجة في المحافظات المختلفة بالإضافة الى ذلك فأن العمل جاري على تأسيس ثلاث فروع أخرى في القريب العاجل.

فما هي نوادي البرمجة؟ هي نوادي مجانية تعتمد على المتطوعين من الشباب والكوادر التعليمية وهدفها ايصال تعلم التكنولوجيا للأطفال واليافعين، تدعمها مؤسسة الرازبيري باي.

من هي الفئات المستهدفة من نشاطات نوادي البرمجة؟ ولماذا؟ نستهدف الاطفال والشباب والخريجين والكوادر التعليمية، الاطفال كونهم النواة التي سنبني عليها المستقبل التكنولوجي ونحن نلاحظ مدى سرعة تقدم العالم في هذا المجال، الشباب والخريجين وذلك لإعطائهم الفرصة للنمو وتعلم المهارات التقنية والحياتية التي من الممكن أن تساعدهم في سوق العمل، اما الكوادر التعليمية فنقدم خدماتنا التدريبية لهم لمساعدتهم على مواكبة التقدم الحاصل في مجال التدريب التكنولوجي وكذلك ليساعدوا بدورهم التلاميذ في مدارسهم.

عند سؤال الدكتورة عن رؤيتها لدور المرأة في مجال تعليم البرمجة للأطفال؟ علقت قائلة: "ان للمرأة الدور الأساسي في رحلة تعليم البرمجة للطفل كونها الام التي لها التأثير والدور الأكبر في نشأت الطفل واكتشاف مهاراته وتوجهه واهتماماته."

وأضافت "على الرغم من الدور الجوهري الذي تلعبه المرأة لا على المستوى العلمي فحسب ولكن على المستوى التربوي أيضا الا انها لم تأخذ المساحة الكافية لها لتكون شريك حقيقي في صناعة القرار في المجال التقني في العراق اليوم."

هل تحظى المرأة بمساحة امنة في الفضاء الرقمي؟ وهل يوجد قوانين تحمي حقوق المرأة في هذا الفضاء؟ ترى د. نادية ان لا وجود للمساحات الامنة لكلا الجنسين والسبب الرئيسي هو عدم الادراك للمخاطر وسوء استخدام الفضاء الرقمي. على الرغم من ان هناك قوانين ومنافذ للمساعدة ولكنها غير كافية ولا ترقى الى المطلوب.

وعند السؤال عن ماهي التحديات التي واجهت د. نادية في طريق بناء نوادي البرمجة في العراق؟ وماهي التحديات التي لاتزال تشكل عائق في هذا الطريق؟ علقت "فهم وتقدير المجتمع لما اقوم به، الى الان الصورة غير واضحة لهم لان ما نقوم به متطور ومستقبلي بالنسبة للعراق بخطوة جريئة منا، وكذلك التمويل المالي فانا اقوم بكل هذا بجهود ذاتية شخصية ولا اتلقى اي دعم مالي من اي جهة حكومية او خاصة."

ماهي رؤية د. نادية للمجتمع التقني العراقي ودور المرأة في تطوير هذا المجتمع؟ ترى د. نادية ان المجتمع التقني العراقي يخطو بالاتجاه الصحيح وتعقد امال كبيرة على ان يكون للمرأة العراقية دور أكبر في بناء وتطوير هذا المجتمع.

وفي الختام كان السؤال ماذا بعد نوادي البرمجة؟ وكان الرد" لازال مشوار نوادي البرمجة طويل كوننا نسعى الى انشاء نادي في كل المحافظات العراقية وهدفنا تدريب الكوادر التربوية من خلال وزارة التربية، وهذا امر مليء بالتحديات، لذلك لا ارى دكتورة نادية بعيدة عن النوادي للفترة القادمة."                 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


هناك تعليقان (2):

  1. شكرا لكم ولجهودكم في ردم الفجوة الرقمية بيننا وبين دول العالم والوصول الى ركب الدول المتقدمة . ونناشد الحكومة والشرفاء فؤ دعم هذا المشروع الواعد والذي يصب في مصلحة الناس والحكومة ...

    ردحذف
  2. شكراً جزيلا لكم جميعاً
    هكذا تبنى الاجيال ويينى المستقبل.

    ردحذف

إعلان أسفل الموضوع