إعلان أعلى الموضوع


في عالم التقنية المتسارع، حيث تتشابك الابتكارات والتكنولوجيا، يبرز اسم مازن السعد كرمزٍ للإبداع والريادة. منذ بداياته في الجامعة التكنولوجية، أخذته شغفه بالتعليم الإلكتروني والتكنولوجيا في رحلة مذهلة من البحث والتطوير. من مكتبة مجلس البحث العلمي إلى إطلاق أول منصة تعليمية متعددة الوسائل في العراق، تتجلى قصة مازن في كل مشروع وكل إنجاز. بفضل رؤيته الثاقبة وعمله الدؤوب، لم يكتفِ بالسير على الطريق المعهود، بل شق طريقه الخاص في عالم التكنولوجيا، مقدمًا حلولًا رائدة ومبتكرة ساهمت في بناء مستقبل أفضل لبلده ومجتمعه. في هذا المقال، نستعرض مسيرة مازن السعد وكيف استطاع تحويل شغفه إلى إسهامات ملموسة تُضيء دروب التكنولوجيا وريادة الأعمال في العراق. 



بدأ شغف مازن السعد بالتكنولوجيا عندما كان يُكمل متطلبات الماجستير في التعليم الإلكتروني في الجامعة التكنولوجية في عام 1988. أثناء بحثه في مكتبة مجلس البحث العلمي الإلكترونية، التي كانت تعتمد على محطات طرفية مربوطة بالعالم عبر المودم باستخدام خطوط الهاتف، أدرك مدى تطورهم مقارنة بالعالم. لاحقًا، عمل مع باحثين في المركز القومي للحاسبات لبناء منصة متعددة الوسائل. من هذه التجارب، نمت بداخله محبة عميقة للتكنولوجيا، رغم تخصصه الأصلي في هندسة البناء. بفضل الجهد والتفاني، نجح في إنشاء أول منصة تعليمية متعددة الوسائل في العراق والمنطقة، تعتمد على الحاسبة NEC وتعمل بلغة بيسك، لتعليم طلاب السنة الأولى في علم السكون باستخدام أفلام فيديوية وحل المسائل.

حصل على درجة جيد جدًا لهذا البحث، مما أهله للعمل كباحث في مركز تطوير تقنيات التدريس بجامعة الكويت. بعد عودته للعراق إثر دخول القوات العراقية للكويت، افتتح أول شركة حاسبات في شارع الصناعة في عام 1991. وهكذا، بدأت رحلته الحقيقية في الاتجاه الصحيح. من أوائل المشاريع التي عمل عليها كانت تطوير نظام مروري كتبه المقدم فؤاد، ومشروع تحويل البيانات للقوة الجوية من الحاسبة المركزية إلى PC Server، بالإضافة إلى العديد من قصص النجاح الأخرى. حاليًا، يركز السعد على نشر ثقافة الاستشارات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويشرف على استخدام التكنولوجيا في إدارة الموارد والخدمات بهدف تحقيق إيرادات مالية كبيرة.

من بين المشاريع التي وضع مازن السعد بصمته عليها، يبرز تصميم وتنفيذ منظومات واطئة التيار لبناية البنك المركزي في شارع الرشيد، والتي تضمنت الاتصالات، الحماية، نظام الصوت، نظام إدارة المباني (BMS)، اكتشاف الحريق، البيانات، والتحكم في الوصول. بالإضافة إلى ذلك، أعاد بناء ساعة بغداد الشهيرة، وعمل كاستشاري للمدينة الرياضية في البصرة، وأنشأ أول منصة تعليمية إلكترونية لوزارة النفطوفي مجال ريادة الأعمال في العراق، يلاحظ السعد أن هناك توجهًا حكوميًا لدعمها، لكن ما يعيق التقدم هو نقص التصنيف حسب القطاعات، مما يؤدي إلى تأخير تنفيذ المشاريع على الرغم من العدد الكبير من رواد الأعمال. ويشدد على أهمية تشكيل هيئة مستقلة لريادة الأعمال التقنية، نظرًا لأن التكنولوجيا تشكل محور التطور الحديث. وينصح الطموحين في هذا المجال بعرض مشاريعهم على خبراء موثوقين للحصول على التوجيه الصحيح.

يعتقد السعد أن التكنولوجيا تلعب دورًا كبيرًا في الاقتصاد العراقي، إلا أن البلاد تفتقر إلى توجيه سليم لهذه التكنولوجيا، مما يؤدي إلى اقتصاد يعتمد بشكل كبير على استهلاك الثروات. ويرى أن الحل يكمن في بناء جيل من قادة التكنولوجيا لإنشاء مراكز بيانات وتوطين برامج الإدارة الذكية. 

لتطوير مستدام للتكنولوجيا في العراق، يؤكد السعد على أهمية بناء المعرفة على أساس سبعة مؤشرات رئيسية: التعليم الأساسي، التعليم المهني والجامعي، دعم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، البحث والتطوير والابتكار، الاقتصاد المعرفي، والبيئات التمكينية، مما سيؤدي إلى تكوين جيل قادر على التعامل مع التكنولوجيا بفعالية وإبداع.


 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل الموضوع