هالة عبد الكريم
يحدث الذكاء الاصطناعي تأثيراً مذهلاً في مجال تصميم الأزياء فقد ابتكرت تقنيات الذكاء الاصطناعي العديد من المميزات التي تمكن مصممي الأزياء من الانتقال بسرعة كبيرة من مرحلة الرسم الأولي الى مرحلة تقديم عرض الأزياء عن طريق تطبيقاتها التي تحاكي تفكير البشر وتقوم بتحليل البيانات بسرعة كبيرة وعن طريق الهام واسلوب المصمم الشخصي يتم ادخال كلمات معينة تعبر عن تفاصيل يريدها المصمم، سيقوم التطبيق بتنفيذها في وقت قليل وبدقة وكفاءة عالية.
من أهم فوائد هذه التقنية في مجال الأزياء هو إحداث تأثير كبير في عملية التسويق من خلال الأخذ في الاعتبار مشتريات العميل السابقة بالنظر الى المنتجات التي اشتراها، والعلامات التجارية التي يميل الى تفضيلها، ومن ثم ستقوم بإنشاء خصومات وعروض بناء على سلوكهُ لتتناسب مع كل فرد.
إن معظم الشركات العاملة في قطاع الأزياء تعتمد على تصميمات الملابس المصنوعة يدوياً. ومع ذلك، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي الإبداعي وسيلة فعالة لتولي المسؤولية في مواقف مثل الوباء عندما لا يستطيع الناس العمل، يمكن للأدوات المدعمة بالذكاء الاصطناعي إنشاء تصميمات للملابس باستخدام بيانات مثل الصور من العروض السابقة للعلامة التجارية أو من مصممين آخرين، والبيانات المتعلقة بأذواق العملاء (خيارات الألوان والأسلوب والشكل)، واتجاهات الموضة الحالية.
إن مدى سرعة انتشار تقنية الذكاء الاصطناعي حققت العديد من التسهيلات في كافة مجالات الحياة وعلى وجه الخصوص في صناعة الأزياء فبدلاً من ان يقضي المصمم ساعات متواصلة في رسم أفكاره وقطع الأقمشة وخياطتها يدوياً ، أصبحت ابداعاتهم مُنجزة بثواني معدودة وعرضها للعالم والمجلات اللامعة بأبهى صورة ، فالذكاء الاصطناعي ساعد العديد من العلامات التجارية للأزياء أن تصبح أكثر ابداعاً و استدامة باستخدام خوارزميات التعلم الآلي وتحليل البيانات الضخمة يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد المصممين على التوصل الى افكار وأساليب جديدة كلياً تلقى صدى كبير لدى جمهورهم المستهدف ، وهذا ما
يمكن أن يساعد المستهلكين في العثور على الشكل والأناقة المثاليين.
ويساعد الذكاء الاصطناعي في تقليل الإفراط في الإنتاج عن طريق الترويج للأزياء الرقمية للحد من التأثير البيئي وذلك من خلال إنشاء ملابس افتراضية يمكن تجربتها بواسطة الصور الرمزية أو تركيبها على صور حقيقة من دون الحاجة الى الإنتاج المادي، وهذا لا يوفر الموارد فقط بل يفتح إمكانيات ابداعية كثيرة، حيث يمكن للمستهلكين تجربة أنماط وأشكال مختلفة دون تكلفة مالية أو بيئية.
وبلغ الاهتمام بإمكانيات الذكاء الاصطناعي حتى وصل الى حد قيام بعض المصممون بإنشاء مجموعات عروض أزياء كاملة في اسبوع الموضة بلغ عددها من 15 إلى 30 مظهرًا وقطعة تم تصميمها بالذكاء الاصطناعي بنسبة 100٪، حيث جرى عرض عدد محدد من المجموعات على الشاشات في المكان مع إبقائه مفتوحاً أمام الجمهور لليوم التالي ، حيث يتطلع أسبوع الموضة إلى رؤية المعايير التي ينظر إليها المصممون على سبيل المثال، استلهمت المصممة الأوكرانية إيرينا بيريفي أفكارها من بلدها الأصلي، في التطبيق الخاص بالشبكة، كتبت كلمات مثل: عظم السمكة والتقاليد الأوكرانية والميدان والتطريز، لقد صنعت الملابس والبيئة والجو كما هو الحال في الحقل الأوكراني بحيث تم نقل المشاهد لثانية واحدة إلى البلد نفسها.ومع كل هذه المميزات تنشأ مخاوف من ان يحل الذكاء الاصطناعي محل الابداع البشري،
إن المفتاح بحسب نارين بارفيلد، هو معرفة من يتحكم في عملية اتخاذ القرار
ويوضح أن المسألة يمكن أن تُطرح مع استخدام خوارزمية توصف بـ “الجينية"، إذ تتيح للحاسوب أن يُنتج استناداً إلى الرسم الأول بعد تحميله ألف رسم آخر مختلف عن الأصلي، مما قد يستلزم من المصمم البشري أسابيع. ولكن إذا بقي المصمم متحكماً بالبرنامج، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفر فوائد كبيرة من خلال تسريع العملية كثيراً من دون جعل البرنامج يتخذ القرارات بدلاً من المصمم، فيمكن ان يقدم الذكاء الاصطناعي فوائد هائلة إذا تم استخدامه والاستفادة منه بطريقة صحيحة.
تكنلوجيا الذكاء الاصطناعي الآخذة في الازدهار في مجال الأزياء ستكون أكثر دقة وكفاءة في المستقبل فيمكن ان تساعد المصمم في ترتيب افكاره وتوسيع خيالهُ كما يمكن ان تكون مصدراً لاستلهام تصميمات فعلية منها، ولتوليد عدة اقتراحات للمصمم وتوسيع خياراتهم الابداعية من دون استبدال المصممين او ابداعهم. وبفضل الذكاء الاصطناعي، تتحول صناعة الأزياء من صناعة تفاعلية تقليديًا إلى صناعة استباقية وتنبؤية، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر استدامة يركز على المستهلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق