إعلان أعلى الموضوع


 

هالة عبد الكريم


نظراً للنجاح والتطور الكبير الذي يحققهُ الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات تكنولوجيا اتسمت بإحداث ثورة في عالم التقنيات التي منحت كافة التسهيلات التي يحتاجها المجتمع والأفراد عامةً ، وأحرز تقدماً ملحوظاً على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، إلا أن سرعة تقدم وتطور الذكاء الاصطناعي أصبح يثير العديد من المخاوف بسبب قدرة الذكاء الاصطناعي المُبهرة على إنجاز مهام قد لا يستطيع الإنسان إنجازها فبالتالي يتم الاستغناء عن البشر ، والعمل على محو جميع العاملين في سوق العمل الامر الذي يؤدي الى ارتفاع نسب البطالة بين فئة العاملين وهذا ينذر بنتائج خطيرة قد تهدد الأمن والسلم الداخلي والدولي.

ومن هذا المنطلق نجد ان من الضروري تنظيم عمل هذه الأداة عن طريق وضع قوانين صارمة للتحكم فيها وفي الوقت ذاتهُ هذه القوانين لاتحد من تطورها.

ومن الخطوات التي يجب اتخاذها لتمكين أنظمة الذكاء الاصطناعي من السيطرة على مخاطرها المحتملة هي تشريع قوانين معينة تخص جميع أنظمة الذكاء الاصطناعي تسعى الى السلامة وضمان حقوق الأفراد ومن أهمها:

قانون لحماية جميع الأشخاص وحقوقهم ومعلوماتهم الشخصية عن طريق قواعد توجيهية لمطورين أنظمة الذكاء الاصطناعي لضمان التزامهم بالمبادئ الأخلاقية، واحترام حقوق الإنسان.

ومن أهم القوانين التي من الضروري أن يتم فرضها في الدول التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي هو قانون السلامة بالنسبة لأنظمة الذكاء الاصطناعي التي تدخل في الوظائف الحيوية (مثل المركبات ذاتية القيادة والأجهزة الطبية)، أو في حالة استخدام الروبوتات في العمل وإنجاز المهام المختلفة فعند حدوث ضرر او خلل ما وبالأخص في حالة ما إذا تسبب الروبوت في إلحاق الأذى بالغير سواء أكان عمدًا أم على سبيل الخطأ يجب فرض هذا القانون لمنع الحوادث وضمان السلامة العامة.

 

كما ينبغي وضع قانون من أجل ضمان حماية الحق في الخصوصية، وحماية البيانات الشخصية بالإضافة الى وضع الثقة في جميع الفاعلين في مجال الذكاء الاصطناعي بتطويره الدائم وعدم الحد من التطوير المستمر للذكاء الاصطناعي وحماية الحقوق الأساسية للإنسان ومن ضمنها بياناتهُ الشخصية وخاصة (بصمة الصوت أو الوجه أو اليد).

بالإضافة الى ضرورة موافقة المستخدم على تفاصيل معينة قد تُطلب منهُ وخاصة تلك التي تجمع البيانات الشخصية أو تتخذ قرارات مهمة تؤثر على حياة الأفراد أو البيانات الشخصية يجب أن يكون للمستخدمين الحق في تقديم الموافقة قبل التفاعل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي.

 

ويجب حظر كافة تقنيات الذكاء الاصطناعي التي لا تتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان، من خلال فرض قيودًا على البرامج التي يتم من خلالها التلاعب في الصور بواسطة الذكاء الاصطناعي، وأيضاً يتم فرض القوانين على أنظمة الذكاء الاصطناعي الذي تستغل نقاط ضعف الأشخاص بسبب العمر أو الوضع الاجتماعي، والأمر المُرعب ايضاً إذا استخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة بطريقة خاطئة قد تؤدي الى حدوث أضرار بشرية لذا من الضروري ان يتم فرض قوانين على مستخدمي الذكاء الاصطناعي بمختلف أشكالهُ.

عندما يتم التطبيق الفعلي لهذه القوانين نحصل على ضمانات بأن هذه التطورات التقنية المتقدمة لن تسبب أي مخاطر أو أضرار.

وعند مخالفة هذه القوانين يتم فرض عقوبات على العاملين وأصحاب القرار في هذه المشاريع ،لا شك أن العالم اليوم أصبح مليء بالتقنيات التي تقارب أسلوب البشر حتى في التفكير فقد تتجاوز هذه التقنيات حتى إمكانيات البشر وتصبح بدون حدود تحدها وبدون قوانين وهذا قد يرسم مستقبل مليء بالمخاوف والقلق لذا من الضروري أن يتواجد قانون تصدرهُ الحكومات ويتم تطبيقهُ في الدول التي تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وفي النهاية يجب اتخاذ خطوات حقيقية من قِبل الحكومات في أنحاء العالم للتشديد على أهمية تنظيم الذكاء الاصطناعي والحد من مخاطرهُ وجعل التعامل مع جميع تقنيات الذكاء الاصطناعي تعاملاً موثوقاً وآمناً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل الموضوع