آخر التطورات في عالم الذكاء الاصطناعي وانعكاساتها على حياة البشر

 

د. مصطفى صادق

شهد عالم الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة تطورات متسارعة، حيث تمكن العلماء من تحقيق إنجازات كبيرة في هذا المجال، مما أدى إلى ظهور تطبيقات ومنتجات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات.من أبرز التطورات التي شهدها عالم الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة ما يلي:

●       التقدم في مجال التعلم الآلي العميق Deep Learningالتعلم الآلي العميق هو أحد فروع الذكاء الاصطناعي الذي يستخدم الشبكات العصبية الاصطناعية لتعلم المهام المعقدة من البيانات. وقد شهد هذا المجال تطورات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى ظهور أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على أداء مهام معقدة كانت تتطلب في السابق ذكاء بشريًا، مثل التعرف على الصور يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التعرف على الصور وتمييز الأشياء الموجودة فيها بدقة عالية. على سبيل المثال، يمكن استخدام هذه الأنظمة في تطبيقات التعرف على الوجوه، أو التعرف على الأشياء في المتاجر، أو مراقبة حركة المرور بالإضافة الى ذلك التعرف على الصوت الذكاء الاصطناعي اليوم قادر على التعرف على الصوت وفهم ما يقوله الإنسان. على سبيل المثال، يمكن استخدام هذه الأنظمة في تطبيقات التعرف على الكلام، أو الترجمة الفورية، أو التحكم في الأجهزة المنزلية بالصوت وهذا يقودنا الى إمكانية الترجمة الآلية حيث يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي ترجمة النصوص من لغة إلى أخرى بدقة عالية. على سبيل المثال، يمكن استخدام هذه الأنظمة في تطبيقات الترجمة الفورية، أو ترجمة مواقع الويب، أو ترجمة الكتب.

●       الزيادة في حجم البيانات المتاحة للتدريب على أنظمة الذكاء الاصطناعي حيث كلما زاد حجم البيانات المتاحة للتدريب على أنظمة الذكاء الاصطناعي، زادت دقة هذه الأنظمة في أداء المهام. وقد أدى التطور في تقنيات التصوير والتسجيل إلى زيادة كبيرة في حجم البيانات المتاحة للتدريب على أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجال التعرف على الصور والصوت مما أدى إلى تحسين أداء هذه الأنظمة بشكل كبير.

●       تطور تقنيات الحوسبة السحابية Cloud Computing تتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعي بنية تحتية (infrastructure) قوية لتشغيلها وتدريبها. وقد أدى تطور تقنيات الحوسبة السحابية إلى جعل من الممكن تشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي على بنية تحتية قوية وبتكلفة معقولة. وبالتالي زيادة انتشار استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات.

انعكاسات التطورات في الذكاء الاصطناعي على حياة البشر

تركت التطورات في الذكاء الاصطناعي انعكاسات واضحة على حياة البشر، حيث بدأت هذه التطورات في التأثير على مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك:

الاقتصاد

بدأت الشركات في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية والخدمات، مما أدى إلى ظهور وظائف جديدة وتحسين الكفاءة التشغيلية. على سبيل المثال، تستخدم الشركات أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجالات التسويق، والتصنيع، والخدمات اللوجستية، والرعاية الصحية.

الصحة

أنظمة الذكاء الاصطناعي اليوم معتمدة في تشخيص الأمراض وتطوير علاجات جديدة، مما أدى إلى تحسين جودة الرعاية الصحية. على سبيل المثال، تستخدم المستشفيات أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجالات تشخيص الأورام، وتحليل الصور الطبية، وتطوير الأدوية.

التعليم

بدأت أنظمة الذكاء الاصطناعي في استخدامها في التدريس والتقييم، مما أدى إلى تحسين تجربة التعلم. على سبيل المثال، تستخدم المدارس أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجالات التخصيص، والتفاعل، والتقييم.

●      استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في التدريس والتقييم.

●      استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة التعلم للطلاب.

●      استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في تطوير مناهج تعليمية جديدة.

النقل

ساهمت أنظمة الذكاء الاصطناعي في تطوير السيارات ذاتية القيادة، مما أدى إلى تحسين السلامة والكفاءة في النقل. على سبيل المثال، تستخدم شركات السيارات أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجالات القيادة الآلية، والرؤية، والتخطيط.

ولا يقتصر الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي على ما تم ذكره سابقا وفي الواقع يصعب حصر المجالات التي اصبح الذكاء الاصطناعي اليوم جزء جوهري منها وهذا ان دل على شيء فهو يدل على ضرورة مواكبة هذا المجال والتمكن من ادواته بما يخدم المستخدم العادي ومؤسسات الدولة.