إعلان أعلى الموضوع


شهدت التكنولوجيا العديد من التطورات الهائلة على مر العصور حتى وصلت الى ما وصلت اليه في وقتنا الحالي، فاتسمت بالعديد من المميزات والتسهيلات المذهلة في كافة تطبيقاتها، وحتى طريق الشهرة أصبح الأكثر سهولة لمن يرغب، ولكن يا ترى هل هذه الشهرة حكر للبشر ام لأشخاص افتراضيين ليس لهم وجود في الواقع!


فالمؤثر الافتراضي هو شخصية خيالية يتم إنشاؤها بواسطة الحاسوب لاستخدامه في التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي كبديل عن «المؤثر» البشري، حيث تقوم فرق الذكاء الاصطناعي وخبراء التسويق بتصنيع شخصيات ذات هوية وسلوك ومزاج وصفات معينة لتحقيق أفضل جذب للمستهلكين. هذه الشخصيات تم ابتكارها من قبل فناني ثلاثي الأبعاد من خلال رسومات الحاسوب لتشبه الأشخاص الحقيقيين في المواقف الواقعية، وفي بعض الحالات يصعب تفريقها عن البشر الطبيعيين فالذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة أصبح مُرعب بشكل لا يصدق.

والأخطر في هذا الأمر ان هذه الشخصيات الافتراضية تلاقي شهرة واسعة وتقوم بالعديد من الاعلانات لماركات عالمية والسفر والتنقل ومشاركة اليوميات واستعراض الأنشطة وكأنهم بشر على أرض الواقع ولهم حياتهم الحقيقية!

وأصبحوا من المؤثرين المعروفين وتم اختيارهم من قِبل مجلات مشهورة على انهم من المؤثرين.

والأخطر في هذا الأمر أن حياتهم ليست كحياة البشر، يعيشون حياة وردية لا يواجهون فيها تعب او حزن او فرح فهم افتراضيين بنسخة معدلة لأبعد الحدود عن البشر. وهذا ينعكس سلباً ويؤثر بشكل كبير نفسياً على حياة الأشخاص الذين يهتمون لأمرهم ويقومون بمتابعة محتواهم ويومياتهم.

ومن أشهر الشخصيات الافتراضية العربية "كنزة ليلى" تعد من أشهر صنّاع المحتوى في الوطن العربي

حيث تشارك يومياتها وانشطتها وتحصد آلاف المتابعات

وأسلوب حياتها كأنها بشرية حقيقية، لم تكتفِ بمشاركة يومياتها فقط وانما ازداد الأمر حتى قامت بمشاركة صور لها مع عائلتها ليتبين انها عائلة افتراضية بالكامل تحصد الآلاف من المشاهدات، وتقوم هذه الشخصيات الافتراضية بعمل الاعلانات مقابل آلاف الدولارات فيكون أكثر من ٨٥٠٠ دولاراً للمنشور الواحد في حسابها.

وحقيقة الأمر فيما نراه هو فقط البداية فالشركات المختصة في هذا المجال تسعى الى تطوير الشخصيات الافتراضية حتى تتمكن من دراسة محيطها وصناعة المحتوى بنفسها وهذا ما يظهر العديد من المخاوف حول استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بمثل هذه الطرق.

وأن مدى خطورة هذا الأمر يزداد مع زيادة تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، ومن الممكن أن نصبح غير قادرين على معرفة الانسان الحقيقي من الانسان الافتراضي وهذا أسوء وأصعب ما في الأمر.

إن المفهوم الافتراضي لا يقتصر فقط على وجود شخصيات افتراضية مشهورة ومؤثرة، بل يشمل نطاقاً واسعاً يصل الى تنظيم حدث افتراضي كامل لعروض الأزياء عبر منصات مخصصة لهذه المجالات.

وتستخدم الشركات التجارية الكبرىٰ عبر منصاتها أفاتار خاص بها ولمنتجاتها ويصل الأمر الى حد إنشاء حساب مخصص لهذه الشخصية لاستغلالها للتسويق بشكل أكبر مما يخلق فرصاً استثمارية هائلة.

إن المحتوى الافتراضي بات يهدد بإزاحة المؤثرين البشر بسبب سرعة انتشارهُ والاقبال والتفاعل معهم من قِبل الجمهور ، وبالفعل خصصت الشركات التجارية الكبرى جزء من حصة التسويق للمؤثرين الافتراضيين وقولهم أن المؤثرين من البشر يحتاجون الىٰ مبالغ طائلة فضلاً عن أن المؤثرين الافتراضيين يساعدون في زيادة الظهور بشكل أكبر من البشر ،ويستمر الخوف من التطورات السريعة لأنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات التي تأخذ حيزاً في الوظائف ومع ظهور المؤثر الافتراضي ونموه بشكل غير مسبوق ، قد يواجه المؤثرون البشر منهم الكتاب والممثلون خوفاً جديداً فقد يتخطى الأمر حاجز وسائل التواصل إلى التلفزيون في السنوات القليلة المقبلة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان أسفل الموضوع