ان التكنولوجيا الحديثة هي أساس الازدهار والتطور في العديد من المجالات وعلى وجه الخصوص في المجال الطبي فالتكنولوجيا الحديثة وفرت تقنيات وتسهيلات عديدة حتى أصبحت تساعد الجراحين في العمليات وخصوصاً العمليات الجراحية الصعبة فإن الجراحة الروبوتية هي أحد أهم نتائج التكنولوجيا الحديثة في المجال الطبي والتي من خلالها أصبحت الكثير من العمليات الجراحية تتم بمنتهى السهولة والدقة.
تعد الجراحة الروبوتية من أحدث الطرق
التي يتم من خلالها إجراء العمليات المعقدة والتي تكون بداخل مساحات صغيرة، لذا
يكون من الصعب الوصول الى هذه الشقوق الصغيرة الا بمساعدة أجهزة دقيقة، تتم من
خلال تقنية يتم برمجتها حيث التداخل الجراحي لا يتم بواسطة الطبيب بشكل مباشر.
تتكون هذه التقنية من كاميرا ثلاثية
الأبعاد وأربع أذرع آلية رفيعة مزودة بمعدات جراحية. يقوم الجراح بعمل شقوق صغيرة
في المكان المعني وعن طريق الأجهزة الموجودة بجانبهُ يمكنهُ التحكم بالأذرع عبر
لوحة تحكم تتم باستخدام اليدين، حيث يتم تحريك الأدوات من خلال حركة اليد، تظهر
صورة مكبرة ثلاثية الأبعاد وعالية الوضوح للجزء الذي يعمل عليه داخل جسم المريض.
ونلاحظ العديد من المرضى يراودهم
الخوف ظناً منهم إن الروبوت هو الذي يقوم بإجراء العملية بدون الطبيب، ولكن هذا
الشيء خاطئ فالجراحة الروبوتية تتم بمساعدة الروبوت مع الطبيب الجراح وهي تتمتع
بالعديد من المميزات، من أبرزها:
يتميز استخدام الروبوتات في العمليات الجراحية بالدقة الكبيرة وسهولة
الوصول إلى المناطق الدقيقة التي يصعب الوصول إليها في جسم الإنسان بواسطة الطبيب وحده،
حيث توفر الروبوتات أذرعاً يمكنها الوصول إلى المناطق المحددة بمساعدة يد الطبيب. كما
أن الجراحات الروبوتية تسبب آلاماً أقل مقارنة بالعمليات التقليدية، إذ يكون الشعور
بالألم أقل بسبب الشقوق الجراحية الصغيرة، وبالتالي يكون فقدان الدم قليلاً جداً، مما
يسهم في شفاء المريض بسرعة كبيرة وعودته إلى حياته الطبيعية بعد يوم واحد من إجراء
العملية. ومن المعروف أن العمليات التقليدية تحتوي على العديد من المضاعفات، بينما
تكون نسبة المضاعفات في الجراحة الروبوتية أقل بكثير.
ويبقىٰ سؤال يتردد في أذهان العديد
من الأشخاص ولاسيما المرضىٰ الذين يود العديد منهم أن يخوضوا تجربة الجراحة
الروبوتية بسبب مميزاتها المبهرة والناجحة جداً وهو:
هل هناك احتمالية (تعرض حياتنا
للخطر) بسبب إجراء هذه العمليات؟
فهنا من الضروري أن يعلم المريض أن
هذه التقنيات تكون مساعدة للطبيب ولا يكون عملها بشكل منفرد لأنها في
نهاية الأمر هي أجهزة مبرمجة على نظام يحددهُ الطبيب المختص وتكون حركة هذه
الأجهزة بواسطة يد الطبيب ولا تقوم بأي فعل أخر من تلقاء نفسها،
ولكن من الضروري أن تكون هذه الأجهزة بإشراف طبيب متمكن ويمتلك مهارة في التعامل
مع التقنيات الحديثة وخصوصاً الروبوت المستخدم في الجراحة، وهذا الأمر الذي يؤدي
الى نجاح العملية ١٠٠٪.
تدخل الجراحة الروبوتية في العديد من
العمليات الجراحية الكبرىٰ، أهمها (جراحة القلب، جراحة الأنف والأذن، فقدان الوزن
، استئصال الأورام ،وجراحة الأمراض النسائية ). وتعتبر الجراحة الروبوتية نسخة
حديثة ومماثلة لجراحة الناظور كونها تدخل في المناطق المعقدة جداً.
إن الجراحة الروبوتية إنجاز مُبهر
فقد إحدثت ثورة كبيرة في المجال الطبي أثناء تواجدها في العمليات الكبرى ٰ لتعزيز
مهارة الطبيب ومساعدتهُ بدقة فائقة وتقليل جهدهُ البدني في إجراء العمليات المعقدة.
وستبقىٰ التقنيات في كافة أشكالها
تتطور أكثر وتسعىٰ الى تحقيق النجاح والدقة في إنجاز عملها، ويعد قطاع الطب من أهم
القطاعات التي ستشهد تطوراً كبيراً في الأعوام القادمة من أجل تحسين نتائج
الجراحات المختلفة للمرضىٰ وتسهيل إجراء هذه العمليات بالنسبة للجراحين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق